حـــوار مع خــــنـــزيـــر !!

الأربعاء، 5 أغسطس 2009





حـــوار مع خــــنـــزيـــر !!






في  الأسبوع الماضي زاد الحر في الجو بطريقة غير معقولة .. وكان من الطبيعي عليا  زيي زي اي بني أدم يعني .. اني اخفف هدومي  حبتين  كدا .. و طبعا  مثلما يحدث لكثير من الناس في مثل هذه المواقف  ان الواحد بيبقي فرحان حبتنين بالوضع الجديد  ..فبيقعد يخفف يخفف  وهو مش واخد باله ..لغاية لما يصحي في يوم من الأيام   و  قد أكتشف  اكتشافا فظيعا ولا اكتشاف نيوتن للجاذبية : انه جاله برد !


فقد افتريت  يا عالم في التخفيف والتخفيف  وشغلت  مروحة السقف  في البيت عندي وادتها مية ساقعة  ونايم ولا علي بالي   ان  بلكونة الشقة  وشبابيكها مفتوحة  .. الي ان اصبحت  في احد الأيام الماضية  و انا احس بدوار ولا دوار البحر .. و عنيا  مزغللة حبتين  علي احساس بالضعف و احتقان خفيف في الحلق ..


طبعا  كعادتي في مثل هذه المواقف عادي يعني ولا  اهتميت ..شوية  برد  وهيروحوا لحالهم .. ايه يعني  .. مواطن عادي  جاله حبة انفلونزا ..هتفرق ؟؟  ... ولا  الهوا ...


 


ونزلنا الشغل  و الحياة ماشية تمام  الي ان ظهرت علي السطح   وطفت واستفاضت  قصة انفلونزا  الخنازير  اياها .. والتي تحولت الي شبه وباء آخذ في الانتشار  وربنا  يستر .. ده طبعا بعد  حكاية  انفلونزا الفراخ اياها  اللي خلتني  معرفتش شكل  الفراخ  من سنة  ..لدرجة اني لو شفت  فرخة دلوقتي ممكن افتكرها وزة  ولا  حتي نعامة !


اما عن طعم الفراخ  فقد غاب عن فمي   غياب بطولة الدوري عن الزمالك المصري !


طبعا انا انسان شكاك  جدا  ومتربص لأي حاجة زي عادتي ..  وبصراحة  كدا الواحد  اول  ما حس بأعراض  البرد او الانفلونزا  : كان في وقتها  باين شيطان فاضي  وعنده وقت فراغ  قال  في  قرارة  نفسه متيجي ياض يا شوشو  العب في دماغ الود ده حبتين و  يبقي شكله نمرة ..واهو نضحك ..


وفعلا ..من غير  ما احس الشيطان قام مأنجشني  كدا و  مسكني من ودني  ..:


" انتا اللي عندك ده مش  برد عادي ..انتا   عينيك  بتلعب ..  والبرد العادي مفهوش كدا .. انتا اللي  عندك ده  :  انفلونزا خنزير ! "


انا : - " ينهار أسود .. خنزير ..؟! "


هو : - " أيوة  انا مبهرجش ..  انا  صحيح طول عمري كداب  بس الا عليك انتا يا  صاحبي ! "


انا : "  صاحبك ؟؟ .. انتا  هتصاحبني ولا ايه ..؟؟ يلا  يا عم انتا من هنا  هيا  ناقصة وساوس ..؟؟ خربت بيتي الله يحرقك  اكتر ما هتتحرق .. امشي  ..امشي ! "


والظاهر ان عمنا ما صدق  لقي واحد طيب زي  .. فقد  تمثل لي والله أعلم في صورة  خنزير  ولا  ايه ..


فعندما  نمت لم  يكن نومي عاديا  مثل باقي البني أدمين .. بل كان تحت  تأثير السخونة والحمي اياها ...نتج عنها تخيلات   والله أعلم  ..اني شفت  خنزير ..اه


بين الصحيان والنوم كدا  لقيت نفسي  لابس ابيض في أبيض ..  ونازل من باب البيت وفجأة لقيت قدامي  خنزير  انما ايه .. تبارك الخلاق .. حاجة تفرح ..شكلة اقرب لده


 



 


الله !


فما كان مني الا ان شهقت  ولا اللي مسكوه تحري .


" يافتاح  يا عليم يا رزاق يا كريم ..  مين   ده  عالصبح .. خنزير ؟؟  وهنا  ..؟!  "


" مسا التماسي  .. ازيك يا أخ .. "


" أخ ؟؟  انتا   هتغلط ولا ايه  يا  عم الحج .."  بقولك ايه  اصطبح .. خير "


" ياعم مالك  كدا انتا الواحد  ميعرفش يفضفض معاك بكلمتين .."


" وإشمعنا انا  ياعم  ..حد قالك  اني معتز الدمرداش ؟ .. خد اهو عنوان قناة المحور ! "


" ياعم انتا بلاش  ظرف  انا مش ناقص .. دول بيجروا ورايا عايزين يدبحوني .. "


" أيوة ياعم  حقنا .. امال نستني  لما  تموتنا معاك ..؟! "


" ياعم والله انا سليم مفيييش  حاجة ..انا عطست حتي  من ساعة ما اتكلمنا ؟!"


 فكرت حبة  وقلت في عقل بالي فعلا .. مفيش حاجة !.. نصبر حبتين  كدا  ونشوف قصته ايه ..


واسترسل عمنا الخنزير  في الحكي  :


" مبهدلينا وخربوا بيتنا ياعم ..وطالعين يجروا  ورانا بالسواطير ..امبارح  هدوا علينا العشة انا ومراتي وعيالي ولا  قصف غزة ! "


" اه صحيح هما فين ..؟ "


" أستشهدوا إمبارح في القصف ! "


" الله يرحمهم يا سيدي . "


" مش عارف بتعملوا فينا كدا ليه .. احنا كنا  عملنالكوا حاجة ..؟؟  دا انتوا  لحم  كتافكم  من خيرنا ! "


" لااا   ..معلش بقي متخبطش في الحلل .  لحم  مين يا عم الحج  اللي من  خيركوا ..اسكت ..اسكت يا خنزير.. ده كفاية شكلك .! "


" عشان تعرف انك  جاهل  ... تعرف ان حاجات كتير أوي  بتتصنع من جسم اخواننا  الشهداء  وانتم  بتستخدموها ؟! تعرف  ان  ناس كتير منكوا بياكلوا  لحمة  الخنازير اللي مش عاجبك واحد منهم ! "


" الحمد لله  يا  عم  انا مش باكل لحمة اساسا  .. انا  من معدومي الدخـ.. آآآ  سوري ...من  محدودي  الدخل ! "


" بطل خفافة  واسمعني ... تعرف كمان ان البيبسي اللي عمال  تشرب منه ليل نهار  و تتنطع بالكانز وانتا ماشي .. انه مينفعش يتعمل  من غير  انزيم  بياخدوه مننا .. "


" لااااااا ياعم  لحد هنا وستوب انتا فاكرني هندي ؟؟! بيبسي مين  يا عم  ده .. ده  لو عمرو دياب عرف  هيبطل غنا ! "


" اسكت بس  واسمعني  وخليني اكمل .. "


" طيب .. عبر ..مين  قدك ..! "


" ياعم الخفيف ..اسمه حتي بيبسي .. من كلمة  بيبسين .. و ده انزيم  بيستخرجوه من  امعاء  الخنازير الي مش عاجبينك ..وانتا عمال تشرب بيبسي في الرايحة والجاية ..  يعني انتا مشارك في  جريمة  قتل اخواتنا الخنازير ..! "


" اخواتك انتا  بس لو سمحت ! "


 


" يخربيت  خفافتك ياض انتا  انا ايه الي وقعني معاك .. "


" ما انتا بصراحة بتقول حاجات اول مرة اسمعها يعني ....فبعديها ! "


" تعرف يا  اللي  مش مصدق ..ان  الكلام ده صح  بس  المشكلة اننا خنازير فعلا  بس صرحا   وبنعمل الحاجة  عيني عينك .. بتقولوا ان الخنزير  هو الكائن الوحيد اللي ممكن يشوف زوجته مع واحد تاني  وميغيرش ! "


" ايوة دي بقي صح .. "


" ماشي صح .. طيب  ايه  رأيك بقي  في جاركوا  اللي فوق  مثلا  اللي  بيمشي مع مراته وهي  لابسة البنطلون  والبادي  والمحزق والملزق والمشبك  و هو شايللها  العيل  وهيا ماشية قدامه بتتمخطر وكله بيتفرج عليها وبيرتكب معاها في خياله كل انواع الموبقات ..  وغيره كتييييير  ..و هو مفتحش بقه  حتي ولو  يكح ..اي منظر ..  مش ده  كمان  خنزير ! "


".............! "


" طيب احنا  موتنا  لحد دلوقتي  170  واحد في  المكسيك   وواحد في المانيا و اتنين في اسرائيل  .وعايزين  تموتونا كلنا ..


مهو اسرائيل موتت ييجي الف واحد في اخر قصف ومحدش اتجرأ  وقال  اي  حاجة  .. ولا عمل فيهم اي حاجة ! مع انهم وباء اخطر من  الوباء اللي بتتكلموا عنه و عايزين تقتلونا بسببه ! "


" عايز  اقولك  حاجة يا اخ  بصراحة  انا ملاحظ انك  خنزير مثقف جدا .. "


"شكرا ياعم  "


" العفو  حضرتك ! "


 " ممكن اكمل ! "


" اتفضل سيادتك  معاك الميكروفون "


" يخربيت خفة  دمك يلا  انتا واكل ايه ...! .. تعرف كمان  ان  في الأصل الفيروس ده بيدخل جسمنا الأول عن طريق الانسان  اللي هو حضرتك .. والفراخ  اللي نسيت شكلها  زي  ما بتقول ..  وبعدين يعدينا ويتحور جوه جسمنا ويموتنا وبعدين يطلع  عليكوا تاني ..!  انا مش عارف انتوا عايزين  مننا ايه .. "


" طيب وانتوا ايه اللي معيشكوا معانا ! "


" انتوا اللي معيشينا معاكوا ..  خليك واضح ..انتوا اللي بتستغلونا وبتخلونا ناكل  زبالتكم  وبتبيعونا  وبتكسبوا  مننا  وبتاكلوا في  لحمنا ..!  مع ان  دينكم  محرم  عليكم التعامل معانا  اصلا ! وان كان ياعم عالزبالة اديها مرمية في كل  حتة    ممكن ناكل منها ..  ابعدوا  انتوا  عننا   وهيا  تعمر ! "


".......................!!! "


" واخر  المتمة  بتقولوا هتعدمونا بالجير  الحي !  يخربيت بشاعتكوا .. ولما حسيتوا  ان اصحاب  المزارع مش هيسيبوكوا في حالكوا  قلتوا  خلاص ندبحهم  احسن في المدابح وتبيعونا لحمة  ..  ومش بعيد  كمان  تتصرفوا في لحمنا علي انه ضاني وكندوز   زي ما بتعملوا مع الكلاب  والحصنة والحمير ..! "


" ينهار أسود ..يعني ممكن في يوم اكل سندوتش كفته  تطلع  كفتة  خنزير ؟!"


" عليك نور ! "


" والبيبسي... البسيبســـــــــــــ.... "


"خنزير برضو .. "


حسيت بدوخة  وغثيان  فظيع وان الأرض مش قادرة  تشيلني ..وتذكرت اصدقائي  وقد  تحولوا الي خنازير  بعد كمية البيبسي اللي شربناها  اللي ممكن تعمل محيط  زي المحيط  الهندي .. المحيط  البيبسي !


تخيلت الأطفال  وهم يولدون علي هيئة  خنازير ..


 



تخيلت كل شئ  وقد أخذ  شكل الخنزير ولونه.. البمبي ..


الحياة بقي لونها بمبي ..


فهذه عربية  خنزير ..


 



 


وهذا  أتوبيس خنزير ..


 



وهذه حافظة  علي شكل خنزير .



وهذا أخر فيلم في السينما : فيلم خنزير   !



 


ينهار أسود ..!!


أخذ قلبي يدق بصورة  هائلة  وانا انظر ليدي وقد  اخذت في التحول والتبدل والتحول ..فهاهي  اصابعها تنكمش ليصبحوا اثنين فقط .. واخذ لونها يتغير الي اللون البمبي .


وجسمي آخذ في التحول .. و ما كان  أمامي  يتحدث الي   أخذ في الضحك  بصورة  شيطانية شامتة  .وهو يقول ..تستحقون ..


 


تستحقون ..


انتم  العن المخلوقات ..


تستحقون ..وستهلكون ..


لم اسمع  وقتها سوي وقع دقات قلبي في  صدري الي حد اني لم اسمع سواها  تضرب


وتضرب ..وصرخت .. الحقوني .. انا بقيت  خنزير ..


خنزيييييييير  !!


 


 


افقت علي يد اخي فوق  صدغي  أن  أفق ..مالك .. انتا  بتحلم  ولا ايه ..ياعم  صلي عالنبي كدا  واستعيذ من الشيطان


اهدي  كدا وروق ..حسيت بارتياح كبير  ان كل هذا حلم


ثم انه ناولني كوبا  به سائل أسود ..قدمه لي بأبتسامة قائلا :


خد أشرب شوية البيبسي دول !


قلتله في رعب :  عبر .. مين قدك  .. ثم أغمي علي ٌ !

0 التعليقات:

إرسال تعليق