العــشـــرة بــقــرش !

الأربعاء، 5 أغسطس 2009





العــشـــرة بــقــرش !

قالت لي والدتي وهي تحاورني يا ابني انتا مش هتتجوز انتا شكلك بقي راجل كبير ! ( علي أساس اني مش واخد بالي من وشي ..ماعلينا ! ) فقلت لها انا لسة صغير والله يعني والموضوع ده مش في دماغي خالص دلوقتي ..لما اخلص الأول من همي ابقي ادور علي واحدة تانية علشان يبقوا همين اشيل همهم !


طبعا هيا مفهمتش حاجة من الفلسفة اللي طلعت مني كالعادة ..ثم انها قالتلي همً ايه انتا لسة شفت حاجة ..قلتلها كدا كفاية والله العملية ما ناقصة ..يكفي اني بعتبر نفسي أقوي من أبطال الميثولوجيا الاغريقية علي شاكلة هركليز و أوديسيوس وبروميثيوس فيكفي اني بتابع 90 في المية من الاخبار والنشرات والحوادث ووكالات الأنباء يوميا علي مدي أكثر من 7 سنين والحمد لله اهو لسة بتنفس !


المهم اني قلت لها يكفي منظر البنات في الشارع علشان الواحد يركبه الهم ويدلدل رجليه كمان ..قالتلي هتعمل ايه هما اغلبيتهم قلالات أدب هو ده اللي موجود ..لو مش عاجبك متتجوزش ! .. قلتلها بصراحة يعني اقنعيني ايه اللي يخليني افكر ارتبط بواحدة لابسة بنطلون ومبينة جتتها كلها علي اللي يسوا واللي ميسواش مثلا..انا هيجيلي مرض من المنظر ده خلاص ..ده بقي زيً رسمي للبنات اليومين دول ولا ايه الله أعلم ..


قالتلي دول اول ناس بيتجوزوا . لان الشباب بقت زيهم بالضبط ..يعني اعرف طالما في واحدة في الشارع عارضة جسمها كله عالعلن بس بلون تاني ..اللبس عبارة عن رش يعني .اعرف ان في ولد اخلاقه زيها بالضبط.وانهم بيستحقوا بعض .. زمن الرخص .. العشرة بقرش ..


تذكرت ايضاً كلمة واحد اعرفه من المنطقة السكنية عندنا بالنًص وهو معروف بعلاقاته الغرامية .. قالي في يوم بعد مناقشة طويلة طويلة عن اهمية احترام الشاب مننا لنفسه في البنات طمعاً في الا ينقلب عليه اللي هيعمله مع بنات الناس في بناته هو او في أخواته مستقبلا : يبني أعمل ايه .. الواحد دلوقتي لو كح كدا هيظبط بنت ! أقول لأه ؟


والحقيقة ان الراجل معاه حق .. طيب واحد نازل من بيتهم متشيك عادي يعني رايح كليته أو شغله لقي اللي ماشية قدامة بتعرض نفسها ( بنفس اللفظ ده كدا ايون ) او بتلفت النظر بأي طريقة .. البنت منهم ببص في عينها بلاقي غيظ زي ميكون وشها بيقول اعمل فيكوا ايه تاني معرفش .. بادي ولبست ، محزق وملزق اتنيلت ! .. ميكب وحطيت ..بص وبصيت .. وفي الاخر مش لاقية شاب جرئ فيه الرمق يظبطني ويمشي معايا ؟!


الموضوع اختصار لآراء فئة كبيرة من الشباب المحترم واللي بيمشي بشعار : من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .. وهو حديث معناه معلش هستحمل و هعف نفسي ومش هقرب لبنت مش بتاعتي .. علي امل ان ربنا يرزقه بزوجة طيبة و محترمة تعوضه عن الفكرة الي زي الزفت اللي خدها طول عمره عن دي ودي ! ..الأمل هو اللي مخلي الشباب دي تبص لقدام رغم كل اللي بيشوفوه .. شباب ماشية بنظرية الجون اللي بيجيبه الاهلي في الدقيقة 94 ! وان حتما في تغيير وان في امل .. وان : " مسيرها تروق وتحلي " !


وهو اختصار لمقالات كثيرة اتكتبت وبرامج تليفزيون وتحقيقات في الجرايد بتتكتب يوميا وبيضيع صداها وسط الموجة والدوامة اللي بنلهث من سرعتها واللي خلت مفيش وقت فعلا لدي حد انه يقف شوية يفكر ويكون رأي واتجاه ما وسبيل للمقاومة او للتصرف ! .. ففي الوقت اللي بيفكر فيه الناس مهما كانت فئاتها للوقوف امام تيار فلاني استجد علي مجتمعنا او موجة جديدة ظهرت و استفحلت في شوراعنا بتجد الجديد فورا اللي بيغطي عليها و يعديها في نفس الوقت اللي فيه ما قبله زي ما هو بينخر زي السوس وبيستفحل زيادة .. نقطة خطيرة جدا


(( المعلومات كثيرة جدًا .. الوجوه كثيرة جدًا ...لا سبيل لاستيعاب هذا كله إلا بالسطحية والمزيد من السطحية .. كل شيء يجب أن يتم بسرعة وبلا تعمق .. لقد تنبأ أندي وارهول – الفنان المجنون غريب الأطوار - بأنه في عام 2000 ستكون فرصة كل إنسان للشهرة ربع ساعة لا أكثر ..يمكن أن نقول إن نبوءته تحققت.. ويمكن أن نضيف إلى الشهرة أن كل معلومة .. كل رأي .. كل انفعال .. فرصته في البقاء ليختمر ربع ساعة لا أكثر .. لا وقت لتكوين رأي أو استيعاب أي شيء ..)) هذا الكلام للدكتور احمد خالد توفيق وهو صحيح فعلا !


بمعني انه لاوقت لدي كبارات المجتمع المحترمين بكل مؤسساتهم للتصدي لكل ده .. الفساد في الشوارع وسلوك الشباب فيه اولاد وبنات ..البرامج علي الفضائيات والكليبات اللي بتغذي كل الكلام ده وبتنميه وبتنشره اكثر كل يوم ..اللبس اللي جايلنا من الخارج اوبيتم تصنيعه هنا في مصر ومين اللي مسئول عن استيراده او عمله واشمعني الموديلات دي بالذات ..


الموبايلات وكمية الفضائح الفظيعة اللي بنشوفها ومين بيضرب مين ومين بترقص ومين بيعذب مين ومين في شقة مين ولا هاممها ! .ومع ذلك مفيش قانون بيلمنا ولا سجن بيهدنا .. والكل طايح في كله والرخص فعلا بقي سمة العصر واي حاجة بقت بلا قيمة ..


المدرس مراقب اللجنة الناهي عن غش الطلبة هو نفسة اللي بدأ يغش لما فوجئ بامتحانات كادر المعلمين .. البنت الي لابسة الاسدال في شارعهم هيا هيا اللي بتقلعه في التاكسي او في مدخل العمارات زي بنات الليل علشان تحقق الانتصار النفسي علي أهلها قبل متحقق الي عايزاه ولو بالعافية ..


الشاب اللي بلاقيه ماشي مع مراته زي ما يكون بيعرضها علي الناس ولا فيه ذرة من الرجولة يقوم يلطشلها علشان تلبس كويس هو نفسه لو في موقف البنت كان لبس زيها بالضبط .. لان العري عري أفكار مش عري أجسام .. وحرمانية الجسد عند الولد والبنت سواء مش البنت بس .. وزي ما البنت ليها شرف الولد كمان ليه شرف !


اخيرا وبعيد عن النبرة التشاؤمية اياها فعلا الوضع اليومين دول عنوانه الأوضح والأشد واقعية هو العشرة بقرش ! فعلا والله الرخص بقي السمة المميزة لأي حاجة .. بقيت حاسس ان كل حاجة بقت رخيصة .. حياة الواحد نفسها مع كل جرايم القتل اللي بالقنطار وبنشوف فظائعها يوميا بقيت حاسس انها ولا تسوي ..


اللي بيرتكب جرايم القتل ولا هامه وبيقتل اهل مراته كلهم ولا ولاده ومراته ولا جيرانه ولا بيغتصب واحدة عجوزة وهو عارف انه هيتعدم ... فين تقديره لقيمة حياته ... والي ماشية في الشارع مش حازز في نفسها اللي مفصلها تفصيل بعينيه ده مين ...


سواء سواق المواصلة اللي بتركبها او ساعي المكان اللي بتشتغل فيه او اي زبال ماشي في الشارع ..ولا حتي زميلها ولا رئيسها في الشغل ... مبقتش تفرق ... حتي كلمة ربنا استغفر الله العظيم بقت - عند الناس - رخيصة .. واللي معترض يفتح التليفزيون يتفرج علي سمية الخشاب وهيا بتقول الحمد لله انه وفقني في مشهد الإغتصاب !!! .. والله العظيم فعلا الواحد حتي من الرخص اللي انتشر بقي مسترخص كلامه وبيتكلم عن كل ده وبيضيع وقت في الكتابة ولا حياة لمن تنادي .. !

0 التعليقات:

إرسال تعليق