عندما يبدأ النجاح بعد سن الخامسة والستين

الأربعاء، 5 أغسطس 2009

كيف نجحوا 3 ( عندما يبدأ النجاح بعد سن الخامسة والستين ! ) 












" عندما يبدو ان كل شئ يعاندك ويعمل ضدك .. تذكر ان  الطائرة تقلع دائما عكس اتجاه الريح لا معه  " 


( هنري فورد )


 


 


هل تعرف هذه الصورة ,, 


 


 


 


 أكيد طبعا  ..فهو شعار احد اكبر شركات ومطاعم العالم الشهيرة  ( كنتاكي ) والتي نري فروعها  في  اي دولة   من دول العالم  ..هذا  غير انتشارها في بلدان ومحافظات كل دولة  ..


اذن  وهذه الصورة  ..:


 


 


 


ألا  تجد تشابها بين الصورتين ..؟.. تخمينك صحيح  فعلا  حيث ان  الصورتين لنفس الرجل ...


وهو بطل  قصتنا اليوم  ..  قصة رجل عادي جدا   ... اصبح مليونيرا  واتاه  النجاح  وجائته الشهرة  بعد  سن الخامسة والستين .. !


 


هذا الرجل  كان ميلاده  في 9  من سبتمبر عام 1890  م  في بلد اسمها هنريفيل  بولاية  انديانا الأمريكية ، اخ لولد يصغره سنا وطفلة رضيعة لأب عامل من عمال  مناجم الفحم فارق الحياه  حينما بلغ  بطل  قصتنا  الست  سنوات !


اضطرت الأم طبعا للعمل لتعول الأسرة بعد  موت عائلها . وكان علي  الأخ الكبير  : ( ساندرز ) ان يهتم بأخوته وان يلزم المنزل  ..وان  يطهو  الطعام للأسرة متبعا  ومهتديا بنصائح ووصفات أمه ..


في سن  7 سنين كان  الطفل ساندرز قد اتقن  طهي عدة انواع من اشهي الأطباق في حينها ..من ضمنها كان الدجاج المقلي  في الزيت !


 


*     *     *


 


اضطر ساندرز ايضا للعمل في صباه في عدة وظائف اولها في مزرعة مقابل دولارين شهريا .. ثم  تزوجت امه  بعدها بسنتين ..مما مكنه من ان يرحل للعمل في مزرعة خارج بلدته . و بعدها  اتم  سن 16 ..فخدم لمدة 6 شهور بالجيش الأمريكي في كوبا ،  ثم تنقل ما بين وظائف عديدة  بدءا  من عامل  تلقيم الفحم علي قطار بخاري .. لسائق مركب نهرية .. لبائع   لبوالص  التأمين ..  ثم درس القانون  عن  بعد  ..  ومارس المحاماه فترة من الوقت ..  ثم باع اطارات السيارات وتولي ادارة محطات الوقود .


 


هو هارلند ديفيد ساندرز ..  الرجل العجوز المشهور الذي ترمز صورته لاشهر مطعم في العالم ..


كانت رحلة  هذا الرجل مليئة  بالصعاب والأشواك.. في عامه الأربعين . كان ساندرز يطهو  قطع الدجاج ثم يبيعها للمارين علي محطة الوقود التي كان يديرها في محطة كوربين بولاية  كنتاكي الأمريكية ،  وكان الزبائن يجلسون في غرفة نومه لتناول الطعام ..  ثم شيئا فشيئا بدأت شهرته تزيد .. وبدأ الناس يأتون للمحطة لتناول  دجاجه فقط ..  مما  اعطاه شهرة اهلته للعمل ككبير للطهاه في فندق يقع علي الجهة الأخري من محطة الوقود ، ملحق به مطعم  يتسع  ل  142 شخص !


بعد  9 سنين  متواصلة من  نفس العمل ..  اتقن  ساندرز فن  طهي الدجاج  المقلي .  وتمكن كذلك من اعداد  وصفته السرية التي تعتمد علي خلط 11 نوعا  من التوابل .الكفيلة باعطاء الدجاج الطعم الذي تجده في مطاعم كنتاكي هذه الأيام !


كانت  الامور  تسير بطريق سليم كما يبدو ..حتي ان محافظ ولاية كنتاكي  اعطي  الرجل في عمر  ال 45 لقب  كولونيل تقديرا  له علي اجادته للطهي .. لولا عيب واحد فقط  :  اضطرار الزبائن للانتظار قرابة ال 30  دقيقة  حتي يحصلوا علي وجبتهم التي طلبوها .


كان المنافسين للرجل يتغلبون علي هذا العيب بطهي الدجاج في السمن المركز مما يساعد علي نضج الدجاج  بسرعة علي ان الطعم كان شديد  الاختلاف .


احتاج الأمر من ساندرز أن يتعلم ويختبر ويتقن فن التعامل مع أواني الطهي باستخدام ضغط الهواء، لكي يحافظ دجاجه على مذاقه الخاص، ولكي ينتهي من طهي الطعام بشكل سريع، كما أنه أدخل تعديلاته الخاص على طريقة عمل أواني الطبخ بضغط الهواء في مطبخه!


 


*     *     *


 



 


 


 




ما أن توصل ساندرز لحل معضلة الانتظار وبدأ يخدم زبائنه بسرعة، حتى تم تحويل الطريق العام فلم يعد يمر على البلدة التي بها مطعم ساندرز، فانصرف عنه الزبائن. بعدما بار كل شيء، اضطر ساندرز لبيع كل ما يملكه بالمزاد، وبعد سداد جميع الفواتير، اضطر ساندرز كذلك للتقاعد ليعيش ويتقوت من أموال التأمين الحكومية، أو ما يعادل 105 دولارات شهريًا. لقد كان عمره 65 عامًا وقتها!

بعدما وصل أول شيك من أموال التأمين الاجتماعي (الذي يعادل المعاشات في بلادنا) إلى الرجل العجوز، جلس ليفكر ثم قرر أنه ليس مستعدًا بعد للجلوس على كرسي هزاز في انتظار معاش الحكومة، ولذا أقنع بعض المستثمرين باستثمار أموالهم في دجاج مقلي شهي، وهكذا كانت النشأة الرسمية لنشاط دجاج كنتاكي المقلي أو كنتاكي فرايد تشيكن، في عام 1952.

قرر ساندرز أن يطهو الدجاج، ثم يرتحل بسيارته عبر الولايات من مطعم لآخر، عارضًا دجاجه على ملاك المطاعم والعاملين فيها، وإذا جاء رد فعل هؤلاء إيجابياً، كان يتم الاتفاق بينهم على حصول ساندرز على مقابل مادي لكل دجاجة يبيعها المطعم من دجاجات الكولونيل. بعد مرور 12 سنة، كان هناك أكثر من 600 مطعم في الولايات المتحدة وكندا يبيعون دجاج كولونيل ساندرز !


في هذه السنة (عام 1964)، وبعدما بلغ ساندرز سن 77، قرر أن يبيع كل شيء بمبلغ 2 مليون دولار لمجموعة من المستثمرين (من ضمنهم رجل عمل بعدها كمحافظ ولاية كنتاكي من عام 1980 وحتى 1984)،


 مع بقاءه المتحدث الرسمي باسم الشركة (مقابل أجر) وظهوره بزيه الأبيض المعهود ولمدة عقد من الزمان في دعايات الشركة. عكف العجوز في خلال هذا الوقت على الانتهاء من كتابه  :


 Life As I Have Known It Has Been Finger Lickin’ Good


أو: الحياة التي عرفتها كانت شهية بدرجة تدفعك للعق الأصابع – كناية عن الجملة الدعائية التي اشتهرت بها دعايات الشركة) والذي نشره في عام 1974.

تحت قيادة المستثمرين الجدد، نمت الشركة بسرعة، وتحولت في عام 1966 إلى شركة مساهمة مدرجة في البورصة، وفي عام 1971 تم بيعها مرة أخرى بمبلغ 285 مليون دولار، حتى اشترتها شركة بيبسي في عام 1986 بمبلغ 840 مليون دولار.


في عام 1991 تم تحويل الاسم الرسمي للشركة من دجاج كنتاكي المقلي إلى الأحرف الأولى كي اف سي، للابتعاد عن قصر النشاط على الدجاج المقلي، لإتاحة الفرصة لبيع المزيد من أنواع الطعام.


 اليوم يعمل أكثر من 33 ألف موظف في جميع فروع كنتاكي، المنتشرة في أكثر من 100 دولة.


نقاط القصة الرئيسية  ممكن ايجازها فيما يلي :


 


لكل حادث في حياة الانسان اهمية تكسبها لمعدن الشخص نفسه . فلولا موت الاب في سن صغير ما كانت الام ستخرج للعمل .. لولا ذلك  ما تعلم  ديفيد  تعلم الطهي اساسا ! .. 
كلما اشتدت واستعصت على الحل المشاكل، فاعلم أن الفرج قريب، وكلما صبرت وجاهدت- سيكون كبيراً
كان ساندرز شديد الثقة في منتجه (حلاوة طعم دجاجه) ما مهد له طريق النجاح
لم ييأس ساندرز أبدًا، ولو يأس لما استطاع أحد أن يلوم عليه
بقي ساندرز مطلعًا على الحديث في صناعته: فن الطبخ.
لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، وما لم يقتلك سيجعلك أكثر صلابة وقوة

0 التعليقات:

إرسال تعليق