المتحرّشات !

الخميس، 17 سبتمبر 2009


المتحرّشات !

للمرة المليون يكتب احد ما عن موضوع التحرش حتي صرت اعتقد ان هذا الموضوع بالذات قد فتحه من فتحه ليجد من يتكلم فيه الي يوم الدين ! .. وانا اكتب فيه اليوم بمناسبة العيد الذي هو علي الابواب والذي هو بمثابة بوابة عبور للمتحرشين من الشباب والفتيات من حال الي حال ومن فترة صيام عن الشهوة لمدة شهر الي فترة تعتبر تكملة لباقي سنة كاملة من التحرش المتواصل لا يقطعها الا شهر رمضان اياه !


قد يجدني البعض اتكلم في شئ قديم وباني استهلك كلاماَ سبق التكلم فيه .. وانا اتفق معكم بان الموضوع اصبح مملاَ ومكرراَ لكنكم ستتفقون معي فوراً علي ان هناك كارثة عندنا اسمها :


تكرار حدوث الشئ يؤدي الي أمر واقع ممل ..


بمعني ان الحدث عندما يتكرر كل يوم وتأخذ عليه الأذن وتعتاده العين فانه يصبح معتاداَ عندنا ومملاَ نفس ملل المصري من اعتيادية متابعة شريط الأخبار كل يوم اسفل شاشة التليفزيون بأخبار من نوعية مقتل 80 عراقي اثر انفجار سيارة مفخخة ، و مقتل 150 فلسطيني في قصف بغزة ، ومقابلة رئيس الوزراء مع قنصل أوغندا ، وتعادل الزمالك وانبي 2-2 .. طبعا كثرة واعتيادية اخبار القتل في العراق وفلسطين تجعل المشاهد المصري اياه في الغالب يندهش من نتيجة الزمالك مع انبي ! لكن هذا لا يمنع ان مقتل 150 فلسطيني كارثة ومأساة انسانية .. وبان تكرارها كي يوم مأساه أخري بعينها ..


اذن تكرار الكلام عن التحرش من الشباب ( بالكلام والفعل ) ومن البنات ( بالثياب والحركات اياها التي نعرفها جميعا ) قد يكون اعتيادي .. لكني اقسم لكم بالله اني لن أمل من الكلام علي هذا الموضوع حتي وفاتي .. و لأن اكثر ما يغيظني ويجيب لي المرض في هذه الدنيا هو منظر فتاه تتحرش بشباب يحملون داخلهم كبتاَ رهيباَ يتلخص في 3 لاءات : لا عمل .. لا زواج .. لا مستقبل .. !


شباب محاصر بالفيديو كليب الفظيع والاعلانات الفاجرة و الحفلات والافلام والمسلسلات الفظيعة من ناحية..


و بغلاء المعيشة و قرب استحالة العثور علي شقة وزوجة بالنسبة اليهم من ناحية اخري وهو الحق الطبيعي والمشروع لاي انسان .. وهو ابسط الحقوق التي يحصل عليها اي قط واي كلب في اي مكان بالشارع ! .. ان يتزوج وان يجد مكانا ينام فيه مستقلاَ عن اهله من الكلاب والقطط ! ليجد بعد هروبه من هذا وذاك من تتحرش به في الشارع وتستفزه وتضغط عليه الي حد اوصل الشباب الي كراهية المرأة .. ومن يري في كلامي مبالغة اقول له صاحب شباب وانزل الشارع وستسمع باذنك كلمة انا بكره الستات .. وستسمع شتائم وسباب علي الـ ( الحريم ) – هكذا يسمونهم ! - ... وستسمع من سيدات كبار السن ان البنات " مزودينها أوي " .. وستري بنفسك كيف ان البنات نفسها تستنكر وتندهش وتذهل من قريناتهن من المتحرشات .. وستري ان الموضوع قد انقلب تماما لنجد ظاهرة جديدة وهي متابعة بعض الفتيات بالنظر وبالالفاظ لفتيات من هذه النوعية ! يعني فتاه تنظر لفتاه بشهوه ! وحقيقي لا اجد تعبيراَ مناسباً لذلك لان الوصف لهذه الحالة معروف تماماً لكم !


لا احاول ان اعذر المتحرشين من الشباب ففعل التحرش اجرامي بلا شك لكني اجد له سبباَ قوياَ !


وكي لا اكون ضيق الافق مثل البعض الذين يتهمون دائما الفتيات وما يرتدونه في الشارع بانهم الداعي والسبب لكل حالات التحرش .. فانا اقول ان الفتيات بما يرتدينه في الشارع سبب لمعظم الحالات وليس كلها كي يرتاح الجميع ! بل ان هناك شباب متخلف مجرم يتحرش بأي انثي تمشي علي قدمين ولا ادري فعلا الداعي او السبب لهذا وعجز عن ايجاد السبب مفكرين كبار فلا تحاول ارهاق نفسك بل حاول ايجاد علاج نفسي فعّال لهؤلاء الشباب !


لكن الملاحظ والمتفق عليه هو ذلك المنظر المعتاد والذي نراه جميعا ّ . عندما نجد بالشارع او في المواصلة او في الشغل او الجامعة فتاه تلبس جينز ضيق جدا جدا او بنطلون كارينا وهو معروف انه دهان علي الجسم و شبشب كالزنوبه يظهر القدم كلها طبعا علي بلوزة او بادي ضيق جدا يظهر ملابسها الداخلية بوضوح .. ثم ترتدي فوق هذا كله ما يشبه قميص النوم او البيبي دول ( غالبا يكون لونه احمر او ازرق !)..


ثم طبعا لا ننسي انها لضيق وقتها ليس عندها وقت كي تتصرف في شعرها الردئ الغير لائق للظهور علي الشباب اياه المتحرش المجرم ..فتقوم بوضع علي رأسها 3 ايشاربات بطريقة ملفوفة غريبة تسميها حجاب علي اساس ان ( حجابي رمز عفتي ! ) .. كل هذا الكوكتيل الرهيب من الملابس الغريبه جدا جدا لا ننسي انه بالوان فظيعة قمة الفظاعة لا علاقة لها بالشياكة .. "مش مهم " .. المهم هو ان يكون اللون فاقعاَ ومثيراً وملفتاَ ولا يهم التجانس . فتجد الاحمر مع الأصفر والاخضر مع الاصفر والازرق مع البني والبرتقالي .. اي عالم نفساني يري هذا ( الكائن ) بوضوح سيؤكد انه مريض بحب الظهور ولفت النظر بل وحب التحرش من المتحرشين !


للكاتب العبقري احمد خالد توفيق تعبير رائع جدا يقول فيه :


" لسان حال الواحدة منهن يقول : عجباَ لهؤلاء الشباب ..كشفت عن صدري وضيقت الفستان علي ردفي ..وبرغم هذا يصرون علي عدم التعامل معي كأنسانة .. بل يريدون الظفر بهذه الأشياء .. يالهم من حيوانات .. !! ....


الفتيات يعتقدن فعلاً انهن يعرفن السلعة الوحيدة التي تضمن لهن المستقبل .. ويتصرفن علي هذا الأساس ..لكنهن يتضايقن عندما يحاول الجمهور غير المستهدف الحصول عليها ! "


انتهي الكلام وهو فعلا شارح نفسه و به تحليل في منتهي الخطورة لنفسية المتحرشة ولا ننسي ان نضع تحت كلمة غير المستهدف الف خط وهي نقطة هامة جدا جدا ..


البنت تريد ان تلفت نظر شخص ما بما ترتديه . وهو الشاب اياه الذي تريده ان يلتفت لها ويتعرف عليها لأي غرض في نفسها .. ولكنها في ذات الوقت تلفت نظر آخرين غير مرغوبين .. هؤلاء الأخرين يريدون شئ واحد فقط منها .. وهو اشباع رغبة ما او شهوة ما .. وهنا تقع المشكلة !! اعتقد ان هذا أس مشكلة التحرش ..


لا اعتقد ان هناك أي حل غير ان يحترم الإعلام نفسه .. بنفس هذا اللفظ .. ان يحترم الإعلام نفسه .. وان يتقي اهله الله في أولاد وبنات الناس .. وبأن يقتنع هؤلاء انهم ( عدوا الخط الأحمر وكفاية استهبال ! ) ..


ثم بعد ذلك تحترم البنت نفسها .. فالشاب الذي تتحرشين به ليس هو الحكومة التي سممت فكرك بالفضائيات وافسدت ادبك و خفضت قيمة الشرف والعفة وليس هو الحكومة التي جعلت زواجكن صعباَ و هو ليس من جعل نسبة الشباب اقل من الفتيات ..


هو ليس من قتل في الفتاه اغلي ما فيها وهو حقها في ان يكون لها رجل ..


لا تضغطن عليه اكثر من هذا ولا تحاسبوه


واكتفين بالدعاء والحسبنة من قلوبكن المقهوره علي من افقدنا كمجتمع حتي القدرة علي الحياة بشكل افضل قليلاً من الحيوانات !