ان تكون رومانسيا في زمن البلوتوث !

الأربعاء، 5 أغسطس 2009






 


ان  تكون رومانسيا  في زمن البلوتوث  !






 

رأيت موضوعا في أحد المنتديات تدعوا صاحبته الناس  لأجل ابداء رأيهم في سؤال مهم رغم انه أزلي وقديم  قدم  ابو الهول نفسه في العالم ده


السؤال هو :


هل يوجد حب في هذه الأيام !


والصراحة  الي طلعت بيه  من تعليقات الاخوة البنات في الموضوع  : (( آآه   تبعا  تبعا  في هوب    أمال ايه  .. دي حاجة فيري بيوتيفول ! ))


واكتشفت في أخر الأمر ان البنت منهم تقول هذا  لأجل ألا يقول عليها احد انها  متحجرة المشاعر بغض النظر عن رأيها ...وانها مش بتعترف بالحب وانها شاب  داخل بعضوية بنت مثلا !


اما  الولاد .  فبالصلاه عالنبي  من خلال كل تعليقاتهم  وانهم بيأكدوا ان في حب  طبعا  وانهم رومانسيين جدا . رومانسيين طبعا . قطعا . حتما !


واكتشفت ايضا في أخر الأمر انهم ردوا النوعية دي من الردود  علشان نيتهم مش كويسة بالنسبة لبنات المنتدي !


وحسيت كأني في مؤامرة  ما والكلام اللي قرأته كله مدخلش دماغي بالمرة و  حاولت اقنع نفسي بيه كذا مرة   انما طريقة الكلام  نفسها مساعدتنيش !


وافتكرت كلمة قالتها احد  المطلقات عندما استضافوا ثلاثة منهم في  البيت بيتك  مع محمود سعد


الذي وجه اليهم سؤال عما اذا كان  الحب راح فين طيب واتطلقتوا ليه .


فبكل بساطة وانشكاح   واحدة  منهم قالتله :  مفيش حب اصلا


فالراجل استغرب  . الا انها  أكدت في اصرار عجيب :  اه  والله مفيش حب خلاص !


أما النهاردة فبمجرد  ماوصلت لشغلي وطبعا لأن طبيعة عملنا بتفرض علينا  نحن المحررين  اننا نقرأ الاخبار  ونتابع وكالات الانباء  بدءا  من الصباح الباكر  وعلي فترات بشكل دوري بقية اليوم :  فقرأت خبر – وياريتني ما قريت -   ان  كل عقد زواج في مصر : يقابله  500  عقد طلاق !


بجد وقتها من  الدهشة بقي شكلي مش شكلي خالص يعني . كنت بني أدم تاني !


حسيت بشكل ما بعد الصدمات  دي واحدة بعد التانية بالسوداوية .وان  كل ده سرب ليا شعور ما بالإحباط , وبأن كلام الناس فعلا يمكن حقيقي ..  وبأن الحب ده كان زمان  اما  دلوقتي في زمن الموبايل والبلوتوث والفضائيات . فكل حاجة  تانية ممكن تكون موجودة وباي طريقة . الا الحب !


الا  اني  تذكرت مشهد  ما  رأيته في يوم   لا اذكر تاريخة ولا شهره ولا حتي مكانه . يوم كنت  لا ادري اذا كنت ماشي  او  جالس في مكان ما  ورأيت  رجل  عجوز بشكل كبير  .. متعلقة بذراعه امرأة  عجوزة مهما كانت درجة جمالها في صغرها الا ان الزمن تكفل بازالة  كل الملامح  ولم يتبق غير الشكل  المميز  لاي انثي  تصل الي  منتهي عمرها  . كان كلامهم لبعض وطريقة مشيهم بجانب بعض بطريقة لم اراها ابدا وبطريقة جذبتني لمتابعتهم الي ان اختفوا من مجال رؤيتي


لا اعرف اذا كنت قادر  علي كتابة احساسي  ساعتها  . الا ان هذا المنظر اثر بي جدا جدا . ودفعني للتفكير  في هل الاتنين دول  عايشين  مع بعض كل السنين دي وهما مش بيحبوا بعض ؟  مستحيل  ! .


  وتذكرت  فعلا ان هذا  فعلا هو  الحب الحقيقي . الحب الناتج  عن العشرة  والتآلف رغم كل الاختلافات في الطباع والمشاكل التي تحدث علي السطح . هذا الحب الذي  كنا نراه في لمحات  نادرة  جدا جدا  بين  أباءنا وامهاتنا


  اولئك اللذين تزوجوا  ويعيشوا وما زالوا  منذ عشرات السنين . الحب الحقيقي  فعلا والذي تنسي انك تحب من تحبه في خضم الحياة واحداثها   وانت في اعماقك تحبهم  .


تماما  كأصبع يديك الملازم لك  منذ ولادتك والذي تعودت علي شكله الي ان اصبح  عاديا  .. ومن الممكن  ان تعض  فيه يوما  بدون شعور في اوقات الغضب !  الا انك مستعد للقتال  مع اي  احد يفكر في  جرحك فيه او  انتزاعه من يدك !


الحب الحقيقي بمعناه الكامل . حب لا يعترف سوي بالحنان والرحمة والود والعطاء بدون التفكير في مقابل


وهو الحب الذي  ذكر في القرآن   ( خلق من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها . وجعل بينكم مودة  ورحمة )


وليس الحب المودرن الذي نراه في هذه الأيام  عندما  يشتهي شاب فتاه  وامرأة رجل . ثم  مع اول مشكلة  يتفقوا  بشكل فوري علي الا يتفقوا بعد ذلك  و ليكن الطلاق  وليذهب  اي شئ  الي الجحيم  . ثم  تضحك احداهن باستخفاف وتقول لك  : عادي يعني اتطلقت . اصل مفيش حب !


فعلا  مفيش حب  ..  مفيش الا حبكوا انتوا ..  حب علي طريقتكم  و زواج  مصالح  و  كسر لحالة  العزوبية او العنوسة والسلام !


ما عرفتيه يا سيدتي ليس حبا  .  بل  وهما سميتيه  حبا


وانا  اتفق معكي  تماما ان الحب خلاص  ..


 الحب الحقيقي  بدأ  ينطفي في زمن البلوتوث


  لان اللي زيك  كتروا  أوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق