الشعب الأبيض ..!

الأحد، 9 أغسطس 2009





الشعب الأبيض ..!


هذا البلطجي داخل جامعة عين شمس. أكرر .. داخل حرم جامعة عين شمس !



قرأت فيما قرأت الأسبوع الماضي . بل قل ابتليت – فهذه الأيام قراءة الجرايد بلاء – بتلك الكارثة التي إجترأ فيها بلطجي يعمل علي احدي عربات التوكتوك بقتل فتاه في الشارع طعناً بالمطواه .. والسبب انه قام بمعاكستها فنهرته ! نشرت في اخبار الحوادث في المصري اليوم


هنا يجب ان نتوقف ..فالبنت نهرت الشاب لأنه عاكسها وخدش حيائها فإعتبر ذلك اهانة في حقه . اذ كيف تنهره ولماذا ؟ يجب ان تسمح له لا سمح الله بأن يعاكسها بل ويغتصبها ايضا ! لم لا فالبلطجة الأن أصبحت السمة السائدة في مصر حتي لقد أمسي الشعب المصري : " الشعب الأبيض " علي وزن ابراهيم الأبيض ( احمد السقا بلطجي السينما المصرية الجديد ) !


شعب يحتل المراكز الأولي في قائمة المخدرات في العالم والفساد والبلطجة والاضطهاد العرقي والعنف الأسري والعنف ضد المرأة وعمالة الأطفال ؟؟ فماذا ننتظر بعد كل هذا ..ان يعرض عليها توصيلها بالتوكتوك لوجه الله ؟!


بلطجي يري في بنات الناس شئ مسلي وحاجز لكسر الملل . فيقوم بمعاكسة البنت فتنهره وتوبخه فبكل بساطه يقوم باخراج مطواته – ولا تسأل كيف يمشي بسلاح أبيض في الشارع كباقي المخاليق – ويقتلها طعنا أمام المارة والناس أو قل " غزّها " بمعني أصح !


شئ محير وغريب جداّ ..فهل معني ذلك اني في يوم من الأيام سأجد واحدة من اخواتي البنات – وهم ثلاثة – وقد اصبحت جثة هامدة في أحد المستشفيات أو المشارح ؟! لمجرد ان شخص بلطجي قام بمحاولة مراودتها عن نفسها مثلا فدافعت عن شرفها وهذا تصرف طبيعي لها ودفاع شرعي عن كيانها ؟!


سؤال أخر يلح علي هو كيف مشي هذا الشخص بالمطواه في الشارع وسار بها حراً طليقاَ في مواجهة خلق الله !! انسان يمشي بسلاح أبيض في الشارع ممكن أن " يطول السلاح " كما يقولون في أي لحظة وعلي أي شخص بدءاً من الأطفال الصغار مرورا بالنساء والفتيات كما رأينا وانتهاءاً بالعجزة والشيوخ !


أخيرا ماذا ننتظر وقد أصبحت البلطجة جزء لا يتجزأ من طريقة التعامل في أي مكان بمصر ففي الملاعب نري اللاعب البلطجي الذي يبصق علي ارضية الملعب ويخلع فانلته بعد الهدف ويقوم بتعنيف الحكم وسبه والاعتراض علي قراراته والاعتداء علي لاعبي الفريق الأخر ثم الهجوم علي الصحفيين بعد ذلك في وسائل الإعلام !


في المدرسة نري المدرس يبلطج علي التلاميذ بل ووصل الأمر الي حد القتل ولنا في المدرس الذي رمي بالتلميذ من مبني المدرسة والأخر الذي قتل تلميذ لأنه نسي الواجب عبرة وأسوة !


حتي مجلس الشعب رأينا النائب المحترم يرفع الحذاء في وجه الآخر .. وآخر يتهم زميلة ويصفه بالعاهرة !


حتي الأحزاب والنقابات اصبح فيها تراشق بالايدي والالفاظ و اقتحام للمباني باستخدام البلطجية كما شاهدنا اقتحام جزب الوفد وتراشق أعضاء نقابة المحاميين في اخر اجتماع لهم بالالفاظ وتماسكهم بالايدي !


هذا ناهيك عما يحدث داخل الأقسام وداخل المواصلات العامة من السائقين و التباعين ولغة " التطجين" السائدة بينهم .


شاهد البيوت وما يحدث فيها من قتل وحرق وتعذيب .. يكفي ان تري برنامج كـ 90 دقيقة يومياً لتري العجب


اصبحا شعباً أبيض مع الاعتذار لابراهيم الأبيض محترف التعامل مع الأسلحة وشرب الحشيش والتطجين بلسانه في الكلام .


البلطجة ستتزايد وثقافة الغوغاء ستصبح هي القاعدة ولها الصوت المسموع من هنا ورايح ..


فماذا تنتظر من مناخ هو البلطجة بعينها حتي في التليفزيون تري البرامج ك 90 دقيقة والحياة اليوم والقاهرة اليوم تعرض أخر اخبار بلطجة النائب علي أخر وتعذيب فلان في قسم الشرطة أو أحد الأباء عذب أبنه او أب اغتصب بنته ..تفتح الراديو فتسمع نفس الشئ .. تفتح الجرائد تري كل ذلك مكتوباً بعد أن كان مرئياً ومسموعاً !


تدخل السينما لتهرب من كل هذا لتجد فيلم مثل ابراهيم الأبيض وما أدراك ما فيه من بلطجة لتهرب فيستلمك فيلم أخر مثل كشف حساب وهو شرحه .. ليستلمك آخر مثل فيلم الفرح ..لأجد فيه نفس أسلوب المطاوي والسنج والتطجين في الكلام والحشيش والبرشام والأغتصاب وأفراح قوامها البيرة والراقصات وكازينوهات القمار ومصطلحات الميكروباصات المبتذلة ولا تنسي ان يتخلل كل هذا غناء شعبي – كمان في السينما ! – حتي لقد أصبحت اغنية تقول " أنا مش أنا " و " شربت سيجارة بني ودماغي عمالة تاكلني " هي الموسيقي التصويرية للفيلم !


لا أعلم حقاً أكل هذا كابوس وسينزاح ام هو واقع ثقيل غائم ملطخ بدماء قادمة حتي لتطال في مدها الجنوني الجميع !

0 التعليقات:

إرسال تعليق