ليه غزة انضربت واحنا لأ مع اننا الأحق بذلك ؟! ( عن العدل في الدنيا نتحدث! )

الثلاثاء، 4 أغسطس 2009




ليه غزة انضربت واحنا لأ  مع اننا الأحق بذلك  ؟! ( عن العدل في الدنيا  نتحدث! )



مقدمة لابد منها !



يذهب الطفل الي والدته بحي مدينة نصر بالقاهرة ليسألها باكيا : يا مامي انتي كنتي بتزعقي مع بابا ليه
فتفهمه امه ان : "مفيش حاجة يا حبيبي ده علشان التليفزيون مبقاش بيجيب القنوات الي بنحبها وبنتفرج عليه كل يوم "
في اشارة الي انها تشاجرت مع والد الطفل لانه تأخر في تجديد اشتراك باقة قنوات فضائية معينة كانوا معتادين علي مشاهدتها يوميا !


ويذهب الطفل الي والدته بحي الزيتونة بغزة ليسألها باكيا اين والده واين اخوته
فتفهمه امه ان : " اخواتك راحوا عند ربنا في القصف الصاروخي امس . وان والده ذهب مع غيره للمقاومة و تستمر باقناعه بقبول احتمالية رجوع والده من عدمها !

* * *


تسأل بـ ازاي تبقي شخص عادي .. تسأل بـ ليه تبقي فيلسوف !


هذا الموقف وغيرة سواء بشكل اكبر او اصغر يتعبني من التفكير بشكل يومي في سؤال واحد
سؤال واحد فقط كان يتعبني التفكير فيه من سنوات . حتي اصبح مجرد التفكير في التفكير فيه امر مثيرا للتعب !
الي ان اصبح الأن مجرد تذكر هذا السؤال هو الارهاق بعينه .. السؤال هو :


ليه مفيش عدل في الدنيا دي ؟؟!!


حقيقي الدنيا دي ليس بها عدل بالمرة .. حقيقة مؤكدة.. والمثال المذكور يؤكد ذلك بلا شك .. وبالتأكيد دماغك انت ايضا مليئة بأمثلة أخري غريبة الغرابة نفسها


فمن الأفراد الذين يشربون مياة الامطار من الشوارع مباشرة في الصومال .. الي شباب الامارات الذين ينحصر همهم في السفر للمعرض الفلاني باحدي الدول ليشتروا بالغالي عملة تذكارية عليها صورة الشيخ زايد بن سلطان . كالشاب الاماراتي بدر محمد الذي ذكرته جريدة الخليج والذي يهوي جمع الاشياء النادرة والذي اشتكي من انه دفع فيها مبالغ طائلة !
وغيرها امثلة كثيرة جدا ..



فهذا مثلا الشاب ( س ) من فلسطين .. كل مشاكل حياته ان والده لا يسمح ليه بالانضمام لكتائب القسام .

بينما يضرب السيد تامر حسني دماغه في الحيط لان حفلته اتلغت بالكويت عندما اندفعت احدي البنات اللي بيديهم فلوس قبل الحفلة علي خشبة المسرح وقامت بتقبيله واحتضانه .
ايضا الشاب كوكو من مدينة الرحاب .. ساقط في صيدلة خاصة وبيضرب بودرة كل يوم ومشكلته انها بتحسسه بدوخة خفيفة بعد الجرعة ..بينما الشاب محمود من سوهاج بكالوريوس تجارة مشكلته هي البلدية التي تطارده في اكل عيشة من فرشة الملابس في العتبة !


هناك ايضا كيكي بنت عمو هيثم في جاردن سيتي عيطت امبارح لماما كتير لان تذاكر حفلة المطربة زيزي في الجامعة الامريكية خلصت .
بينما جمالات بنت عمو شندويلي من مدينة شبرا المحروسة تواجه مشكلة صغيرة تتلخص في تحرش احد الكبار في البلد بها كل يوم في مكتب الشركة التي يملكها وتعمل سكرتيرة بها وبانه يهددها كل يوم بكل ما لذ وطاب بانه هيخرب بيتها لو ما طاوعتوش !


اما ميمو ( 15 سنة ) فقد باظ الموبايل ال ( إن 80 ) بوظانا كبيرا رهيبا عجيبا ( حتي صوت السماعة بقي واطي أوي ) وهيرميه يشتري غيره ..علي عكس الشاب الفرفور : ابراهيم خريج كلية التربية الذي يشتكي من وقوف الطريق كثيرا بالاتوبيس الذي يركبه مما يوصلة العمل متأخرا .
ولا ننسي ريم بنت الامير وليد بن طلال التي عانت كثيرا من ان عربيتها الهامر كما بالصورة .




سرعة العداد فيها زيادة شوية بقت 400 كيلو يا حرام . فخايفة لحسن الشيطان يلعب في دماغها بجنون السرعة و : زس إز فيري دنجيرس !
بينما طلع جوز رحاب رجل مش محترم و بيضربها هيا واولادها كل يوم علقة خفيفة خالص ومش بتروح كل يوم عنبر الكسور في المستشفي ولا اي حاجة خالص .


* * *


متتعبش نفسك .. واتعلم من ناس قبلك جالها الضغط والسكر و ما لا تعلم !


شئ غريب طبعا مش كدا ؟؟ .. امثلة كثيرة وانتا عندك اكتر . وحاجة حقيقي تدهش . ولكن تفسيري الوحيد ان ربنا وضع لكل شئ حكمة وان مهما كان حال الشخص هو اختبار له في هذا الموقف بالذات ليكون الحكم النهائي في النهاية .. اما ما يظهر امامنا نحن كبشر زي بعض ؟ هو شئ لا نقدر علي تفسيره لان عقلنا قاصر عن معرفة حكمة الله وراء كل شئ


بسم الله الرحمن الرحيم
" وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين "
صدق الله العظيم



اخيرا لا تتعب نفسك كثيرا في اسئلة حار في فهمها الفلاسفة فلقد جربت كثيرا وفكرت حتي تعبت.. و ندمت وياليتني عرفت
اسئلة من نوعية لماذا يشقي اهل غزة بشكل يومي بينما هناك من اهل مصر من يساهمون بشكل يومي في حصولنا علي كأس العالم في الفساد !



ليه جارك بيروح شغله بعربية بسواقها وانتا ممعكش عربية



وليه مني بنت الجيران اجمل من بنت البواب فوزية



و ليه الوردة والصرصار متجاورين في الانسانية



وليه في ناس بتموت من الجوع وناس تانية بتموت من التخمة وعندها النقرس من اكل اللحوم بكثافة



ليه في ناس بتخش السجن بلا تهمة بينما غيرهم يفعل الفعلة فتهتز لها السماء من بشاعتها وفجاعتها ولا يجرؤ احد علي الكلام معه او حتي معاتبته او الاشارة اليه !



اخيرا ستكتشف مع نهاية الرحلة يا ولدي بداية بالميلاد المفاجئ ثم النمو المعذب فالأحلام العظيمة ثم الركون الي التقاليد ثم انحناءة الموت :



الي ان هذه الدنيا ليس مريحة بالدرجة الكافية وليست نقية بالدرجة الكافية


وبالتأكيد ليست هي الحياة النهائية ..



لانها ليست الحياة النموذجية


والله اعلم !

0 التعليقات:

إرسال تعليق