هل الرصاصة – فعلاً - لا تزال في جيبي ؟!

الخميس، 8 أكتوبر 2009

هل الرصاصة – فعلاً -  لا تزال في جيبي  ؟!







تزعجني في الحقيقة نغمة اننا افضل دولة في العالم برغم كل ما يحدث ... وتزعجني فكرة اننا في كل سنة وفي مثل هذه الايام ( احتفالات اكتوبر ) ننشد نفس النشيد ونغني نفس الاغاني .. و نعيش في نفس مود الحرب كأننا لا نزال في عام 1973 .. !


نفس الاوبريتات المكرره وذات الافلام التي حفظناها عن ظهر قلب .. ونفس الكلام الذي يقال كل سنة في الصحف والجرائد والمجلات وفي الفضائيات ..


لا اقصد بالطبع ان ننسي ما حدث في هذه الحرب وما فعلناه في الجيش الذي زعم وقتها وما زال انه لا يقهر ! .. بل لابد ان تخلد ذكريات هذه الحرب وان تظل في اذهاننا .. ولكني اقصد ألا نكتفي بما فعلناه فيها .. والا تخدرنا الذكريات وان نعيش في الماضي الي حد ان ننسي الحاضر و يضيع منا المستقبل ..


فالقارئ الجيد للواقع في مصر يجعلنا نفكر في عدة نقاط ..


ما فائدة الحرب وقد اقمنا بعدها سلاماًَ مع اسرائيل جعلهم يدخلون بلدنا في سلام مرة اخري .. وبلا ادني مجهود .. يقيمون سفارة لهم .. يشيدون مبانيهم ويرفعون اعلامهم داخل البلد متحديين التخين فيها .. فما جدوي الحرب !


ما جدواها وقد فشل الهدف منها فهم بالفعل محتلين هذا البلد ويعبثون بمقدراته كما يشاءون .. يقتلون كل يومين جندي علي حدودنا و ما من صوت يعترض .. اما عن جندي واحد فقط منهم تم اختطافه فقد ملأوا الدنيا صراخا وعويلا و صريخا بل و اعلنوا الحرب علي غزه وحاصروها من اجل هذا الجندي كما يزعمون ...


بادلوا 20 اسيراً فلسطينيا بماذا ؟؟ .. بمجرد شريط فيديو عليه لقطات لهذا الجندي .. فهل الانسان عندهم غالي الي هذا الحد او ان الانسان عندنا رخيصاً الي هذا الحد !


ما جدوي الحرب وهم يطبعون معنا كذباً ولكن حقيقة الامر انهم يفسدون ويخربون علي ارض مصر باسم التطبيع .. أفسدوا الزراعة و خربوا الحرث والنسل و نشروا الامراض وسمموا المبيدات والمحاصيل .. حتي الثقافة في مصر لم تخلوا من بصمات ايديهم القذرة فاصبحنا لا نري علماً ولا تعليماً !


جعلوا لقمة العيش عزيزة المنال عندنا لدرجة انها اصبحت الهم رقم واحد عند المصري .. حتي لا يلتفت لمخططاتهم الدنيئة لأجل احتلال ارض مصر عسكرياً بعد ان احتلونا اقتصاديا ً وسياسياً الي الحد الذي اصبحنا فيه نصدر الغاز لهم برخص التراب في نفس الوقت الذي يعاني فيه سكان 6 اكتوبر مثلا من ازمة في انابيب الغاز البدائية الرديئة !


ثم لو حاربنا الأن او واجهنا خطراً فماذا نفعل بشباب هذه الأيام .. نحن كشباب واقولها بصراحة وانا منهم .. : صفر علي الشمال بالنسبة لرجال السبعينات .. كان الفرد منهم يواجه الدبابة بمفرده .. بل ومنهم من قضي علي 40 دبابة وهو واقف علي قدمه !


ان رجلاً يصحوا من نومه بعد ان كان كيس السكر ب 3 جنيهات - وهي كارثة أصلاًُ – ليجده اصبح بأربعة جنيهات ونصف فقط تكفي كمية الحقد علي بلده التي تهينه حتي في اكل عيشه وفي ابسط مقومات حياته لان يتقاعس عن الدفاع عن ارضها ..


الرجال الذين يدورون في ساقية لا نهاية لها .. قوامها لقمة العيش التي يحصلون عليها بالكاد في طوابير غير آدمية .. مروراً بالمهانة في الاتوبيسات والميكروباصات .. و مواجهة وحش الفساد والرشوه والنفاق في اروقة المصالح الحكومية ثم تحمل كل هذا من اجل تعليم الأولاد و زواج البنات ..


هم لم يتبقي لهم من كرامة و آدمية ما يؤهلهم لحمل لقب الرجال ..


قد أصبح – بمنتهي الأمانة – انسب لفظ يطلق علينا هو : الذين كانوا رجالاً .. !


انظر اليوم الي حالنا كشباب وسوف تعرف ما أعنيه ..


انظر الي الوقاحة في التعامل و البلطجة والتحشيش والبرشمة والتطجين في الكلام وثقافة الميكروباصات التي تملأ الأدمغة وقل لي ان كان هناك اي أمل في مواجهة متكافئة مع جيل اسرائيلي نشأ علي فن الحرب ..وكراهية العرب .. و مبدأ استئصالهم و تدميرهم علي جميع المستويات ..


صراحة .. لا اجد عنوانا لفيلمنا القادم عن الحرب غير : الرصاصة لم تعد في جيبي !

0 التعليقات:

إرسال تعليق