معتقل الأخلاق الحميدة للتعليم الأساسي !

الخميس، 8 أكتوبر 2009





معتقل الأخلاق الحميدة  للتعليم الأساسي !







كم هم محظوظين حقاً


كم احسدهم !


كل من في سلك التعليم هذه السنة احسدهم جميعا ولن يشفي غليلي حتي اصابتهم جميعا بانفلونزا الخنازير !


تابعت – وكلي اسف يعني – قرار الحكومة و وزارة التعليم بتأجيل الدراسة 15 يوم كاملين – وأكتر – إلي يوم 3 اكتوبر .. بل قد تمتد الاجازة الي اجل غير معلوم .. هذا بالاضافة الي التفكير في الغاء هذه السنة من الاساس .. تفادياَ لانتشار انفلونزا الخنازير بين الطلبة واحتمال الاصابة بها باعداد كبيرة .


احقد عليهم حقداَ سببه تقديري للأجازة من المدرسة وكرهي الشديد الفطري لها ( كرهي للمدرسة مش الاجازة طبعاً ) .. وتقديرا لتعبي في الحصول علي يوم اجازة منها يعفيني من ترك جنة البيت حيث النوم والتليفزيون الي معتقل الاطفال حيث البرد والطابور والأذاعة المدرسية الغتيتة غتاتة فيل سايب في جنينة الحيوانات رغم اني كنت القي الحديث في الاذاعة وانا صغير !


حيث الشنط والكتب والواجبات وحصص النحو والانجليزي و الكراريس والجلاد والكشاكيل وعصيان المدرسين التي طالت الجميع المذاكر قبل الفاشل والذكي قبل الغبي ..


احسد حقا تلاميذ هذا الجيل فقد خدمتهم الظروف .. ونحن كنا نتقطع من العياط امام اهالينا كي يسمحوا لنا بالغياب من المدرسة .. وكنا نمثل المرض والبرد حتي نأخذ الأوسكار في التمثيل لكي نقنعهم ان يعتقونا لمدة يوم غياب تكون القعدة فيه في البيت يومها مثل القعدة في الجنة بنعيمها .. !


احيانا اتسائل في دهشة هل المدرسة اساسا لها قيمة ؟؟ وهل كل ما يتكبده الأهالي من تعب وسهر ومصاريف في الدروس ومشاوير رايح وجاي مع الاولاد ووجع القلب و العياط علي ابواب اللجان في الامتحانات لاجل ان يفتكر العيال الاجابات وينجحوا ... وكل دراما التعليم في مصر منذ عشرات السنين .. هل كل هذا له قيمة حقيقية غير الشهادة ؟؟!!


هل عندما اقابل سواق ميكروباص معه بكالوريوس تجارة انجليزي مثلا ..ده طبيعي ؟؟.. او خريج معهد مثل معهد اللاسلكيات الالكترونية او الالكترونيات اللاسلكية .. – مش عارف بيجيبوا اساميها منين .. تلك المعاهد التي لا يدرسون فيها شيئا ولا مستقبل لها علي الاطلاق ! .. والاقي هذا الخريج قاعد في البيت مثله مثل الكنبة في الصالون ... اذن هل ما نتعلمه في المدرسة يخدمنا فعلا في حياتنا .. ام لابد لنا ان نمر – كلنا – بنفس التجربة الي ان نتأكد ان ما نتعلمه في المدارس يسير في وادي .. والحياة الفعلية تسير في وادي أخر !


اشطح بفكري في معرفة اجابة سؤال من نوعية لماذا اكتفي عباس العقاد بالابتدائية .. ولماذا ترك بيل جيتس الجامعة ليصبح اغني واحد في الكوكب !


لماذا كان اينشتين بليداً في المدرسة ليصبح فيما بعد اعظم عقل في التاريخ .. اعظم من مدرسه الذي كان يقول عنه انه بطئ الاستيعاب غير اجتماعي .. !


لماذا تصرف مثله اديسون وخرج من التعليم في الصف الثالث الابتدائي ليخترع لنا الف اختراع فيما بعد !


لماذا انقطع الدكتور مصطفي محمود عن الدراسة بعد ان ضربه المدرس في الابتدائية ورجع بعد ان سائت نفسيته وتشوهت ورغم ذلك اصبح مصطفي محمود الذي نعرفه .


الاجابة هي ان نمطية التعليم في المدارس – و تدجين – الطلبة ومحاولة دمجهم في قالب واحد تقتل الابداع بشكل تام .. ليصبح الجميع فيما بعد شخصا واحدا بنفس الغباء .. فقط من يرفضون هذا الامر كله او يتكيفون معه بصعوبه يصبحون من المبدعين !


احسد كل من اخذ الاجازة وادعوا له بطولها وادعوا له بالاستفادة منها علي قدر الاستطاعة بعيداً عن كل ما اتذكره من ذكريات المدرسة السيئة التي جعلت من فصل الشتاء بالنسبة لي فصل الاكتئاب والعذاب النفسي رغم اني لم اعد طالبا بالمدرسة !


هل تذكر شيئا واحدا له قيمة تعلمته وافادك في حياتك باستثناء تعلم القراءة والكتابة ؟؟


هل تذكر الايام التي كنا نصحوا فيها مبكرا كالمعتقلين ونغادر دفئ البطانية الجميل جمال الجنة ذاتها الي برد الطريق القارس بتأثيرات افلام الرعب المحيطة به من شبورة رمادية في الجو وغيوم في السماء و بقايا امطار علي اسفلت الطريق ؟!



هل تذكر تلك الشنط الجلدية المربعة ذات الحزامين علي الكتف كل كتف وله حزام ؟!


هل تذكر كيف كنا نحمل زجاجات المياة الرديئة في كيس .. و قلة قليلة تحمل زمزيات بلاستيك ملونة رديئة علي شكل انسان ألي تتحول خوذته الي كوب للشرب ويحقد علي حامليها الجميع في المدرسة كما لو كانوا من اعضاء الحزب الوطني ؟؟


هل تذكر ذلك العطش العارم الذي كان يعترينا بعد الفسحة وشعورنا ان حقنا الطبيعي في الشرب قد ذهب بانتهاء الفسحة حتي يجعلك ذلك الشعور فقط تحس بالعطش ولو كنت غير عطشان في الحقيقة .. عطش اذكره الي الأن يذكرني بعطش اتباع عمر المختار في جهادهم بصحراء ليبيا التي احتلتها ايطاليا ؟!


هل تذكر سندوتشات الجبنة الرديئة اياها - لابد ان تكون جبنة ! - هل تذكرها جيداً .. هل ارتبطت الجبنة معاك بالمدرسة الي ان وصل بك الحال الي كره اكل الجبنة متعرفش ليه ؟؟!!


هل تذكر الطابور والوقوف في البرد وفي عز وخم النوم ؟؟


هل تذكر تلك التمرينات السخيفة سخف الخرتيت ؟!


تلك التي نرفع فيه ايدينا لفوق ثم ننزل بها علي رجولنا ... علي اساس ايه يعني معرفش !


هل تذكر الفصل بيننا وبين البنات من سنة تالتة ابتدائي ؟ .. زي ما يكون سنة تالتة سن البلوغ واحنا مش عارفين !


ليجمعون البنات في فصل والولاد في فصل أخر .. لينظر كل منهما الي الاخر عبر الشبابيك تلك البصات الطفولية المندهشة والتي تذكرك بمنظر عادل امام وسعاد حسني عندما كانوا يتبادلون النظرات في السجن في فيلم الحب في الزنزانة ؟!


هل تذكر ناظر المدرسة او مشرف الدور او مدرس الحساب .


.حتما هناك وحش ... لابد !


شخصية غالبا بدينة تصرخ طول الوقت .. تمسك بيدها عصا تنهال بها فوق الاذرع والسيقان والظهور بلا سبب عاطل مع باطل ؟؟ لتشكل لك رعبا ابديا وتحسسك اكنك معتقل في ابو غريب ؟!


شخصية ما تكرهك في المدرسة والتعليم من الاساس تكفي رؤيتك لها وانتا طفل لتترعب ؟!


هل تذكر كل هذا ؟؟


اذن انت تعرف ما أعنيه !!


و حتماً تعرف سبب كرهي للمدرسة


و حقدي علي هؤلاء العيال حقد اخوات سيدنا يوسف عليه !


والأن هل عندك ذكريات عن المدرسة تشاركنا بها ؟؟


وهل كانت بالنسبة لك مكانا للتعليم ام معتقلا للأطفال ؟؟


اذا كانت اجابتك انك بتحب المدرسة فبلا شك كان ناظر المدرسة والدك او احد اقربائك !

0 التعليقات:

إرسال تعليق